بعد حادث مستشفى النور المحمدي بالمطرية ووقوع ضحايا..."مصر الآن" يفتح ملف ترخيص المستشفيات

كثيراً ما نقرأ ونسمع عن حرائق هنا وهناك ولكن عندما نقرأ خبر عن حريق داخل مستشفي يكون الوضع أصعب بكثير ، والجميع يتوقع أن الأمر سيكون خطيرا نظرا لطبيعة وحال هؤلاء الأشخاص مرتادي المستشفيات فمنهم من يجلس علي كرسي ومنهم علي سرير فضلاً عن الغرف الممتلئة بالعمليات الجراحية والأشعة والفحوصات فهؤلاء يحتاجون من يحملهم لينقذهم.
موقع "مصر الآن" حاور اللواء أسامة شعبان مدير الحماية المدنية الأسبق بالجيزة والخبير في شئون الحماية المدنية والإطفاء .
وحول هذا الموضوع قال اللواء أسامة شعبان مدير الحماية المدنية الأسبق أن الحماية المدنية تقتحم مكان الحريق بينما يقوم الآخرون بالإخلاء،  ونستخدم كود حماية الحياة في أي بلاغ تتلقاه الإدارة ، حيث نقوم بتقسيم أنفسنا 3 مجموعات الأولي ، وظيفتها سرعة الإخلاء والثانية التأمين الجيد للمكان والثالثة التعامل مع الحريق حتي إتمام السيطرة والإطفاء ، عدا في حرائق المستشفيات والمواقع الطبية فيكون الإخلاء من وظيفة الطاقم الطبي وذلك لقدرتهم على إخلاء المريض والحفاظ علي حياته في الوقت ذاته ، ففي حريق المستشفيات تجد مريض علي الأجهزة وآخر داخل العمليات وثالث مصاب إصابة تمنعه من الحركة،  هنا الطاقم الطبي فقط هو من يعلم كيفية التعامل والاخلاء حال حدوث حريق بمستشفى أو مركز طبي وهذا يحدث علي مستوي العالم في إخلاء المرضى .

وأضاف اللواء أسامه شعبان في تصريحات خاصة لـ" مصر الآن" أنه يتوجه بالشكر للطبيب الذي رفض إخلاء عملية ولادة قيصرية مع سماع صوت إنذار الحريق وأصر علي استكمال العملية حفاظا على روح المريضة والجنين وتم اخلائهم جميعاً دون بسلام وهذها فخر للطب المصري .

وأشار الخبير الأمني الي أن الكود المصري "القانون المصري" يقول إنه لا يوجد في مصر مستشفى بدون شبكة إطفاء حريق وأجهزة إنذار ، وتتنوع شبكة الإطفاء بين إطفاء يدوي وخراطيم إطفاء واجهزة إطفاء ذاتي بأنظمة تعمل اتوماتيك مع الحريق فور وقوعه مؤكداً أنه لا استثناء في ذلك مع بداية تراخيص المستشفيات.

وأكد اللواء أسامة شعبان أن حريق مستشفي النور المحمدي بالمطرية بسبب أن المستشفى أغفلت دور الاشتراطات الأمنية الخاصة بالحريق ولم يتم منحها تصاريح الحماية المدنية ولذلك ظهرت المشكلة وظهر الحادث بهذا الشكل مضيفاً أن كم من مستشفى تعرضت لحادث حريق أكبر واخطر من حريق مستشفي النور وتم التعامل معه دون إصابة واحدة،  واستدل على كلامه بحادث مستشفي مركز الكلى بالمنصورة الذي تعرض لحريق كبير بسبب وجود 3 طن سولار داخل المركز ، وتمكنت الحماية المدنية من السيطرة على الحريق دون إصابة واحدة ،واخلت الطواقم الطبية 117 مريض من بينهم 10عمليات خطيرة وكانت النتيجة صفر إصابات ، وتم تدريس هذه العملية من إطفاء وإخلاء علي مستوى العالم وذلك كله بعدة أشياء  أولها اشتراطات الأمان المتوفر بالمركز والتدريب الجيد لأفراد الأمن والرسم الهندسي الصحيح منذ إنشاء المبني وهذا ما طالب به اللواء أسامة شعبان خلال حديثه مع مصر الآن قائلا.." أطالب بوجود استشاري هندسي متخصص في انشاءات المستشفيات قبل البدء في أعمال الإنشاءات للمباني حتي يوفر لنا أماكن خروج في حالة الطوارىء وتصميم المباني بمميزات أمنية ضد خسائر في الأرواح حال حدوث حريق .

وقال اللواء أسامة شعبان إن كافة الادوات والمعدات التي تحتاجها اي مؤسسة أو مبنى في مصر متوافرة ومتاحة ولكن المشكلة في صاحب المشروع الذي يغفل هذا الجزء المهم وهو إنقاذ حياة الآخرين.

وعن إطفاء الغرف الممتلئة بالأجهزة داخل المستشفيات قال شعبان ان هناك فرد يسمى استشاري حريق يعمل بالمستشفى ويكون علي دراية بالأجهزة والمعدات بداخل غرف العناية والأشعة والعمليات وكيفية إطفاء حرائق هذه الأماكن ونوع المواد التي تستخدم حتي لا يتسبب الحريق في خسائر مادية أو بشرية.

وأوضح الخبير الأمني أن الحماية المدنية لا تقبل ترخيص أي مبنى إلا إذا توافرت الاشتراطات الأمنية الخاصة بوسائل الإطفاء .
وقال شعبان أن الإدارة تحدد أماكن الخطوة بالمستشفيات...كتأمين غرف العمليات والأشعة ومولد الكهرباء وكل الأماكن الخطرة بالمستشفى ويتم التعامل معها بأنظمة تناسبها حتي لا تتسبب في حدوث كارثة .

وطالب في نهاية حديثه بإنشاء مكاتب هندسية متخصصة في تصميم المباني الطبيه اقتداء بدول أروبا ، موجها ندائه الي إدارة العلاج الحر:" أرجوكم راعو جيداً اشتراطات الحماية المدنية قبل إعطاء الترخيص".